الشماع: تسمية الشوارع بأسماء الغزاة والمحتلين موروث خاطئ لا بد من تصحيحه.. والدسوقى يطالب بتدخل «الداخلية».. والعدل: علاقتنا مع العثمانيين كانت طيبة
تنوعت آراء المؤرخين والخبراء، فى مسألة تغيير أسماء الشوارع، بعضها حمل اتفاقا نسبيا من حيث المبدأ أو بشروط، فى حين رفض آخرون الفكرة من أساسها.. بدأ الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، ومقرر لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، رأيه متسائلا: "ما الذى يدفعنا إلى تخليد أسماء الغزاة والمستعمرين ممن نهبوا أموال المصريين وسلبوا حريتهم؟"، مؤكدا أنه لا يجوز أن نطلق أسماء هؤلاء على شوارع مصر وميادينها وحدائقها، ومن الأفضل أن نستبدل بها أسماء الشهداء والأبطال.
ويضيف شقرة، فى تصريحات لـ"التحرير"، أنه طالب منذ سنوات المسؤولين بضرورة مراجعة أسماء الشوارع فى مصر كلها، لأن هناك أسماء لا معنى لها ولا تليق وهناك شخصيات قتلت المصريين وأذلتهم واستعمرتهم، لكن مؤسسات الدولة لم تستجب لذلك، لافتا إلى أن اللجنة المسؤولة عن وضع أسماء الشوارع تتكون من مجموعة من الموظفين
ويضيف شقرة، فى تصريحات لـ"التحرير"، أنه طالب منذ سنوات المسؤولين بضرورة مراجعة أسماء الشوارع فى مصر كلها، لأن هناك أسماء لا معنى لها ولا تليق وهناك شخصيات قتلت المصريين وأذلتهم واستعمرتهم، لكن مؤسسات الدولة لم تستجب لذلك، لافتا إلى أن اللجنة المسؤولة عن وضع أسماء الشوارع تتكون من مجموعة من الموظفين ليس لديهم خلفية تاريخية أو معرفة بأسماء الشهداء على مر التاريخ، مطالبا بـ"عدم اللعب" بأسماء الشوارع لأغراض سياسية، وأنه لا بد من وضع معايير محددة وثابتة، ومشاركة أساتذة التاريخ والتراث فى لجنة وضع أسماء الشوارع.
وفى حين أشار شقرة إلى أنه فى حالة التمسك بأسماء المستعمرين على الشوارع لحفظ حقبة تاريخية معينة، فلا بد من كتابة شرح أسفل الاسم عن جرائم كل شخص منهم، طالب الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة عبر "التحرير"، بتوجيه رسالة من وزارة الداخلية إلى لجان تسمية الشوارع لتغيير أسماء الغزاة والمستعمرين، مع الاستعانة بأساتذة التاريخ والآثار.
وانتقد الدكتور بسام الشماع الباحث فى علم المصريات، تسمية الشوارع بأسماء المحتلين والغزاة مطالبا بتغييرها جميعا، ضاربا المثل بحديقة اللنبى فى حى رشدى بالإسكندرية، واسمها الصحيح ألنبى allenby، والبريطانى وينجت الذى تغير اسمه إلى محمد فريد، ومع ذلك ما زال يتداول المواطنون اسم وينجت.
ويوضح الشماع لـ"التحرير"، أن تسمية الشوارع بأسماء الغزاة والمحتلين موروث خاطئ لا بد من تصحيحه، مشيرا إلى أن هناك أسماء ليست للغزاة والمستعمرين، لكن لا بد من تغييرها مثل "باكوس" وهو اسم حى شعبى شهير فى الإسكندرية يشابه اسم "باقوس" وهو رمز الخمر فى الحضارة الرومانية.
اتجاه مخالف تبناه الدكتور صبرى العدل أستاذ التاريخ بجامعة مصر الدولية، إذ يرى أن تسمية الشوارع بأسماء الغزاة والمستعمرين مرتبطة بحقبة تاريخية مهمة فى مصر، يصعب تغييرها نتيجة للحب أو الكراهية، موضحا لـ"التحرير"، أن مصر كانت جزءا من الخلافة العثمانية، وبعض أسماء العثمانيين أطلقت على الشوارع نتيجة العلاقة الطيبة مع العثمانيين.
ويرى الدكتور فتحى أبو عيانة، أستاذ الجغرافيا البشرية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، أنه من الصعب تغيير الأسماء فى المدن الحضارية، لأنها جزء من تاريخ المدينة وأسماء شوارع الإسكندرية تنقسم إلى أقسام عديدة من بينها أسماء "مدن وأماكن" مثل "سوريا وبغداد" وأسماء "شخصيات وطنية" مثل: "السيد كُريم والشهيد جلال الدسوقى وجورج"، وأسماء "رجال دين" مثل شارعى "البخارى وسيدى جابر"، و"علماء" مثل: ملك حفنى ناصف وهى شاعرة أسهمت فى نهضة المرأة العربية، وشوارع على أسماء "مناسبات" منها التعاون والتتويج والميثاق.
ويضيف أبو عيانة، لـ"التحرير"، أن هناك 4 شوارع تحمل كوراكون وهو أحد الأسماء التركية بمناطق: اللبان والمنشية ومينا البصل وفليمنج، وتعنى قسم الشرطة باللهجة التركية، وهناك مطالب بتغييرها بالإضافة إلى شارع الدوحة بمنطقة زيزينيا والذى تم تغييره مؤخرا ليحمل اسم أحد الشهداء، مشيرا إلى أن المحافظة بها لجنة لتسمية الشوارع، هى المنوط بها تغيير ووضع أسماء الشوارع، وتساءل عن دورها لتغيير الأسماء غير المرغوب فيها.